من طبرجا حملت " كسروان " اسمها
يروي التقليد ان بولس الرسول ، لدى مروره في طبرجا تعرّض للاهانة والضرب ، فركب السفينة من ذاك الميناء ، وأبحر الى قبرس فبلاد اليونان . وقد يكون سفره من مرفأ طبرجا الواقعة في الجهات القريبة من انطاكية وليس من مرفأ طبرجا الفتوحي ولا نملك دليلا حسياً حول هذا الموضوع . فالبلدتان في حينها ، كانتا في ظل الحكم الروماني وواقعتان على الطريق الساحلي البحري ، وان كان البعض يرجح سفره من الميناء القريب من انطاكية استناداً الى سيره حياته ... ومما تذكره بعض المؤلفات التاريخية ، ان الامير كسرى احد المقدمين الموارنة ، وبعد عودته بحراً من مقابلة ملك الروم معززاً مكرّماً ، نزل في ميناء طبرجا فاستقبلته اهل البلاد بالبهجة والفرح ، ودعوا بلادهم منذ ذلك الوقت ب " كسروان " نسبة الى هذا الامير كسرى ، وكان ذلك في اواسط القرن الثاني عشر للميلاد . وهذه التسمية موضع جدل من قبل غالبية المؤرخين وعلماء اسماء الاماكن .
طبرجا... عاصمة ما جاورها من بلدات
وعن الاساطير المتوازنة ، ان بلدة طبرجا كانت عاصمة ما جاورها من بلدات (ادما والدفنه والغينه وكفرياسين والصفرا والبوار وفتقا والنمورة وكفرجريف والقطين والكفور وجورة الترمس وجورة بدران ويحشوش ...) وكانت نقطة تجمع الحجيج في السير على الدرب المقدسة في التوجه الى مغارة أفقا والى جبل الكنيسة في اعالي يحشوش ( جبل " براتي" المقدس عند الفينيقيين ) وعليه كانت تمارس طوال اسبوع طقوس " الأدونيات " وهي احتفالات بذكرى مصرع أدونيس وانبعاثه ، يطلق خلالها العنان لشتى انواع الفسق والفجور ، الى جانب البكاء والنواح والعويل .
طبرجا... مدينة من التاريخ
طبرجا مدينة ساحلية في لبنان، تقع في كسروان، على بعد 56 كم شمال بيروت.
اسم طبرجا حسب العلماء مأخود من اليونانية ΠΕΡΙΦΕΡΕΙΑ (PERIF-ER-YA) والذي يعني "المقر" – "مقر قيادة المنطقة"، وكانت موطنا للقلعة القديمة والميناء الذي منذ ذلك الحين فقدت للتنمية الحديثة (على الرغم من أنه تم انتشال القطع الأثرية، مثل الأواني الدفن الفينيقية، حسب هواة في أوائل القرن العشرين أثناء البناء الحديث المذكور). ومع ذلك، قد يكون اللإسم أيضا متصلا بلكلمة الفارسية "Tub" أو "طب" والتي تعني "الطب"، نظراً لكهف طبي محلي مشهور قائم داخل البلدة ويعتبر مقدس.
طبرجا حاليا قرية حيث اقتصادها يستند معظمه في صناعة الضيافة، والمضيفة الدائمة لمجموعة متنوعة من المنتجعات والمطاعم ومناطق الجذب السياحي على شاطئ البحر، فضلا عن الهندسة المعمارية الفريدة التي يرجع تاريخها إلى قرون في التاريخ.
الجاذب الرئيسي للمدينة هو ميناء الصيد الخلاب حيث يقال أن القديس بولس قد أبحر في واحدة من رحلاته التبشيرية إلى أوروبا.
أحد المنتجعات السياحية الحديثة بنيت بالقرب من الميناء يدعى تكريما للقديس بولس. ومنتجعات أخرى في المدينة سميت بشخصية محلية أخرى، الملك برجيس، القلعة التي يتم بناؤها فوق، جنبا إلى جنب مع الكنيسة المحلية.
كنيسة القديس جورج هي كنيسة ثلاثية شعبية وتمثل موقع ماروني تاريخي في المدينة وتتميز بضم صندوق عظام الموتي مع أقبية الأسرة الفردية في المدينة فضلا عن وضع التماثيل والنقوش في البلدة. يعود الهيكل الديني إلى أكثر من 500 سنة، وبنيت على موقع وثنية والفينيقية والرومانية، المشار إليه مذبح ممكنة أدونيس أو ألوهية محلية أخرى.
أحجار رومانية كبيرة لا تزال تظهر حتى اليوم في جدران الكنيسة، فضلا عن غير مؤرخ يضم الصليبي عصر النقوش من ما قد يكون حصن صليبي.
هنالك كهف بمستوى سطح البحر ليس بعيداً جداً من الكنيسة يسمى أيضا تكريما للقديس جورج، ولكن لحقت به على مر السنين بعض المنازعات بسبب التحديث على الأراضي. هذا التشكيل الصخري بين تشكيلات صخرية فريدة من نوعها من الحجر الجيري على الساحل اعتبرت مقدسة لعدة قرون، وأحضر الرضع المرضى عن طريق أمهاتهم للغمر في المياه المالحة من الكهف من أجل الحصول على علاج خارق من خلال القديس جورج.
طبرجا أيضا موطن لمجموعة متنوعة من خزائنه اليوناني الروماني خفية، وخليج طبرجا أيضا موطن للعديد من الكهوف تحت الماء وتيار المياه العذبة من مصدر غير معروف. ويضم المدينة أيضا الحجر الجيري فريدة ونظام الصرف الصحي هاون بناها الفرنسيون وتوسعت البلدية المحلية في مطلع القرن. كما أنها واحدة من المدن القليلة في العالم التي لا يزال ميزة التشغيل الكامل ونظام قناطر المتكاملة لخدمات المنازل الحجر الجيري القديمة ومزارع واسعة إلى الجنوب الغربي. ظهرت المدينة مرة واحدة أيضا للسكك حديدية التي تمر عبر الشارع الرئيسي، التي كانت تعمل حتى أوائل التسعينات ولكن قد تضررت نتيجة لتحديث المتفشية وعدم وجود قواعد ثابتة منذ ذلك الحين بعد الحرب.
منازل البلدة أيضا عدة أمثلة من القرن التاسع عشر والمنازل اللبنانية في وقت سابق، منزل القزي من القرن التاسع عشر ذات الأهمية المعمارية وبني في الجرف عبر استخدام ركائز هاون والحجر الجيري التي تحدها مرة واحدة مع خليج المحلية.
بالإضافة غلى تقاليد شفوية محلية تقول أن المنزل بني على صدر عملات الذهبية.
ظهرت المدينة في وقت ما أيضا برك تبخر الملح القديم على ساحلها الجنوبي الغربي، ولكن منذ ذلك الحين قد دمرت واستبدلت بالبناء الحديث أو ببساطة رصفت. كما تحتوي المدينة على منارة بحرية صغيرة جداً (lighthouse)، الذي لم تعد مؤهلة للإستعمال ، وقد تم إغلاقها.
ويعتقد أن تعود إلى مالا يقل عن الوقت الذي كانت التجارة عبرالسفن التجارية منتشر في المنطقة، الذي أنتهت مع بداية أوائل القرن العشرين، والتي كانت تعمل عن طريق شعلة الكيروسين. المنارة بنيت فوق تشكيلات صخرية واسعة نسبيا وفريدة من نوعها على الحدود البحرية الساحلية للمدينة وهو في حاجة ماسة إلى الترميم.
طبرجا اليوم، كما ذكر أعلاه، مدينة منتجع صيف شعبية بين الأسر اللبنانية والأجانب على حد سواء.
شاطئ طبرجا خاصة يتميز بالمياه العميقة يهيمن عليها برج مراقبة يعود للقرن الرابع عشر، على الرغم من أنه يقع في ضواحي المدينة وليس في خليج المنطقة نفسها. بينما بالقرب من خليج طبرجا أوالمعروف بخليج سان بول، هنالك مطاعم ومجمعات بحرية مثل الملك برجيس الأول و الملك برجيس الثاني ، منتجع سانت بول، كاسا ديل مار، مطعم الميناء ومطعم لو غالي وغيرها من المطاعم... ويلاحظ مطعم الميناء بموقعه وطعامه البحري الأصيل.
شاطئ طبرجا البحري التاريخي، يعطي طبرجا مظهر المعروف ببحر البالية التي نجد فيه الكثير من جاذبية.
خليج طبرجا نفسه لا يزال، كما كان لآلاف السنين، ويستخدم لممارسة السباحة وأيضا كمنطقة رسو للقوارب الحديثة و القوارب اللبنانية الخشبية التقليدية التي تعرف بعضها بإسم 'حاسكيه'، والإيجارات متوفرة عند الطلب من أي من المؤسسات المحلية.
طبرجا أيضا فريدة من نوعها حيث تتميزبثاني أقدم فندق ومنتجع (بعد منتجع القديس جورج في بيروت) من الازدهار الاقتصادي اللبناني في القرن العشرين. المنتجع معروف ببرجيس الملك الأول، وهو تكريما للملك برجيس وقد تم بناؤه من قبل، نبيه القزي، المسؤول عن ربط المدينة بالشبكة الكهربائية والذي إستثمر بسخاء في البنية التحتية للمدينة والمعيشة. إن هذا الفندق والمنتجع يستند بشدة في التاريخ الشفوي المحلي وهو يشكل أساسا من أسس تاريخ البلدة القديم.
طبرجا أيضا فريدة من نوعها بسبب تكوينها الفريد من السكان الأجانب القادمين من الأسر المارونية، مثل منازل القزي والناكوزي على التوالي، وعدد كبير من المهاجرين التي لا تزال تسكن المنطقة. هي تحتوي أيضا على كمية لا بأس بها من السكان الروس والرومان وسكان السلافية الأخرى التي وصلت كضحايا للاتجار بالبشر أثناء الحرب الأهلية، ولكن قد استقرت منذ ذلك الحين في طبرجا لكي تصبح بعد ذلك أعضاء في مجتمعها.
طبرجا هي مدينة ذات صلة تاريخية من قيمة ثقافية هائلة، ولكن هددت مرارا بالتحديث واستخفاف صارخ بالتاريخ المحلي والهندسة المعمارية، فضلا عن المعالم الجغرافية. فيها كنائس قرون الحجر الجيري والمنازل القديمة على موقف تشكيلات على شاطئ البحر والحجر الجيري التي ترجع فقط إلى الجزء الأخير من الحرب الأهلية والتي تم استبدال الشوارع المرصوفة بالحصى والأوساخ مع طقطقة المهبط، والبناء الجديد لا يزال يهدد التاريخ الغني في المدينة كما العديد من متابعة الفرص الاقتصادية.
جهود الحفظ على تراث المنطقة القديم يزال حتى الآن ساري المفعول، وتعتبر المدينة بكثير أن تكون مثالاً للتحديث الغير المنظم لتدمير المواقع التاريخية والثقافة.
وكانت طبرجا أيضا واحدة من المدن الأخيرة في لبنان لاستضافة عملية إعدام عامة، مما دفع حكم الواقع الامتناع عن عقوبة الإعدام.
إضغط هنا لقرائة تاريخ بلدة طبرجا في اللغة الإنجليزية.